بيانات صحفية

منظمات حقوقية في لبنان ترفع مذكرة إلى مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة

منظمات حقوقية في لبنان ترفع مذكرة إلى مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة

 

دولة الاحتلال الإسرائيلي تمارس جرائم حرب في قطاع غزة

والأسلحة الإسرائيلية المستخدمة تحدث أضرارا بالغة بالمدنيين

وعجز المجتمع الدولي عن التحرك يشجع الاحتلال على ارتكاب المزيد

 

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة لليوم الرابع على التوالي، وسط تصعيد غير مسبوق، كثفت سلطات الاحتلال  من خلاله استهدافها  للمنشات المدنية و دور العبادة والمدارس والجامعات والمنازل السكنية، غير آبهة بأرواح المدنيين الفلسطينيين، مستبيحة دماءهم  وأملاكهم وأعيانهم المدنية. وتدّعي إسرائيل أن تلك المنشآت المدنية هي لأفراد في المقاومة المسلحة، إلا أن التحقيقات الميدانية   والتقارير الصادرة عن المستشفيات تؤكد أن تلك السلطات أفرطت في استخدامها للقوة المسلحة المميتة، وأن معظم المنشآت  المستهدفة هي منشآت مدنية عامة وأملاك خاصة تقع وسط أحياء سكنية مكتظة، الأمر الذي بات معه المدنيون العزل يدفعون ثمنه باهظاً من أرواحهم وممتلكاتهم. ومما يزيد من صعوبة الأمر،  أن أي منزل يتم تدميره  أو إلحاق أضراراً به لا يمكن في ظل ظروف الحصار الخانق وأجواء الشتاء القارص أن يعاد بناؤه أو ترميمه، الأمر الذي سيؤدى إلى تشريد مئات الأسر الفلسطينية وعدم توفر مأوى لها. ولا تزال أعداد الضحايا في تزايد، من دون أن يتم توثيق دقيق لنتائج العدوان لغاية الآن بسبب استمرار العدوان بشكل مكثف ووجود مخاطر حقيقية لأطقم الإسعاف والفرق العاملة. ووصل عدد الشهداء الى حوالي 400 والجرحى حوالي 1750.

 

 وسبق هذا العدوان أن تعرض سكان قطاع غزة منذ عام ونصف تقريبا الى حصار إقتصادي خانق، طال كل مناحي الحياة هناك، حيث أغلقت سلطات الاحتلال كل المعابر التي كانت تزود القطاع بالمستلزمات الضرورية لحياة السكان. وتسبب الحصار بتدمير الاقتصاد الفلسطيني في مختلف المجالات الزراعية والصناعية والتجارية وغيرها، وبإيجاد معدلات غير مسبوقة للفقر والبطالة، إلى جانب تسببه في كوارث صحية وإنسانية وبيئية خطيرة.

ونتيجة للحصار توفي ما يزيد عن 290 مواطنا فلسطينيا لعدم تمكنهم من العلاج خارج القطاع.

وعلى الرغم من النتائج المرعبة للعدوان والحصار، وتعرض سكان قطاع غزة لإبادة جماعية واضحة المعالم، وعلى الرغم من المناشدات المتواصلة من سكان قطاع غزة الى المجتمع الدولي للضغط على دولة الاحتلال للوفاء بالتزاماته القانونية تجاه السكان المدنيين، إلا أن المجتمع الدولي لم يحرك ساكنا تجاه ما يجري، وهو ما يثير علامة استفهام كبيرة. كما أن تقاعس المجتمع الدولي عن القيام بواجبه تجاه ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة، يشجع الإحتلال على ارتكاب المزيد، والمضي قدما في الحصار، ويوجد حالة من عدم الثقة بمنظومة الأمم المتحدة .

إن العدوان العسكري   والحصار الإقتصادي الخانق الذي تمارسه دولة الاحتلال على السكان المدنيين في قطاع غزة يعتبر انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني، وهو يمثل وفق أحكام قانون روما الأساسي جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة.

في  12/6/2007   اعتبرت دولة الاحتلال الاسرائيلي قطاع غزة كيانا معاديا (والعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة لم يتوقف يوما)، وهو قرار خطير جدا وفق المعنى القانوني، كما اعتقدت   أن إعادة انتشار جيشها   يعفيها من التزاماتها   القانونية تجاه السكان المدنيين خصوصا كونها طرف في اتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحماية المدنيين لعام 1949
 

     

ان المؤسسات الحقوقية إذ تنظر الى العدوان العسكري وكذلك الحصار على أنه نوع من أنواع العقاب الجماعي، وهو انتهاك صارخ لاتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، ويمثل جريمة حرب بالمعنى القانوني للكلمة، كما يمثل انتهاك ايضا للقانون الدولي لحقوق الانسان، إنها ازاء كل ذلك فإنها تؤكد على ما يلي :

1.     ان قطاع غزة لا يزال محتلا وفق القانون الدولي، وهو ما يترتب عنه مسؤوليات جمة على دولة الاحتلال وهي اسرائيل. وليس هناك أي مسوغ قانوني ولا عرفي لفرض حصار على سكان قطاع غزة والذي يعتبر بمثابة عدوان متواصل وجريمة حرب.     إن تلك الجرائم التي تأتي وفقاً لسلسلة متواصلة من جرائم الحرب الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي تعكس مدى استهتار تلك القوات بأرواح المدنيين الفلسطينيين، تعتبر أعمالا انتقامية وعقاب جماعي للفلسطينيين خلافاً للمادة الثالثة والثلاثين من اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب. 

2.     إن الإدعاءات الإسرائيلية بأنها تستهدف أهداف عسكرية تتمركز بين المنشآت المدنية، أو أن تلك المنشآت المدنية تستخدم لأغراض عسكرية، أمر يتطلب تشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة تتحقق من هذه المزاعم. كما تتحقق من نوعية الأسلحة المستخدمة والتي تحدث أضرارا بالغة في المواطنين الفلسطينيين.

3.   إن استهداف وسائل الإعلام أو تهديدهم وأستهداف الطواقم الطبية والمراكز الصحية   يخالف القانون الدولي الإنساني، كما أن المنشأت الحكومية ذات الطبيعة المدنية، مثل الوزرات والبلديات وما يتبعهما تعتبر من الأعيان المدنية التي يحظر القانون الدولي الإنساني استهدافها. وتركز قواعد القانون الدولي الإنساني على ضرورة التمييز بين الأهداف العسكرية والأعيان المدنية.

4.   إن قواعد القانون الدولي الإنساني تؤكد على مبدأ التناسب في استخدام القوة وعدم الإفراط   في استعمالها، وهو أمر تخالفه دولة الاحتلال بشكل صريح.

5.   تجدد الدعوة للمجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف تلك الجرائم، ونجدد مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية، علماً بأن هذه الانتهاكات تعد جرائم حرب وفقاً للمادة 147 من اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين وبموجب البروتوكول الإضافي الأول للاتفاقية في ضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة. وهو ما يدعوالى ضرورة تحرك المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية  لويس مورينو اوكامبو لإصدار مذكرة توقيف بحق قادة اسرائيليين لارتكابهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة موصوفة.
 

 الجهات الموقعة :

1.      مؤسسة شاهد لحقوق الإنسان

2.      الجمعية اللبنانية لحقوق الانسان

3.      المؤسسة اللبنانية الديموقراطية لحقوق الانسان (لايف)

4.      جمعية الكرامة لحقوق الانسان

5.      منظمة ثابت لحق العودة

 

 

بيروت في 31/12/2008