بيانات صحفية

مذكرة الى الرئيس السنيورة حول المعاناة في مديرية الشؤون السياسية و اللاجئين

مذكرة الى دولة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة
بخصوص معاناة اللاجئين الفلسطينيين في المديرية العامة  للشؤون السياسية واللاجئين

دولة رئيس الوزراء اللبناني المحترم،
تحية طيبة وبعد،

يعيش اللاجئون الفلسطينيون في لبنان في ظروف انسانية صعبة بعضها ناتج عن سلسلة من الاجراءات والقرارات التي تتخذها السلطات اللبنانية، وبعضها الآخر ناتج عن تراكمات على مدار سنين طويلة.
 
وعلى الرغم ان الدولة اللبنانية قد أقامت مديرية خاصة باللاجئين الفلسطينيين، والتي تعرف في الوسط الفلسطيني بالشؤون، ترعى شؤونهم وتصدر لهم الأوراق الثبوتية، الا ان العديد من الشكاوى ترفع الى مؤسستنا نتيجة لمعاناتهم في إنجاز المعاملات المتعلقة بذلك.
ويمكن تلخيص المعاناة بعدد من النقاط:

1. بعد المسافة بين المناطق المختلفة ومكان إصدار الأوراق الثبوتية، فيضطر اللاجئ من مخيم الجليل في البقاع، أو الرشيدية في الجنوب، أو نهر البارد في الشمال للوصول الى بيروت لتسجيل المعاملة أو لاستلامها.

2. يعاني العديد من اللاجئين من عدم دقة المواعيد المعطاة لهم. فيقال له تعال بعد أسبوع، ثم يمر الاسبوع أو الفترة المحددة له من دون ان تنجز المعاملة، وتزداد هذه المعاناة اذا كان اللاجئ قادما من مسافة بعيدة.

3. ضيق مساحة المديرية خصوصا عند تسجيل المعاملة في المرحلة الأولى  واستلامها. فغالبا ما تكتظ المديرية بالمراجعين، وهو ما يسبب ارهاق للمراجعين والموظفين على حد سواء.

4. ان حجم البطاقة الخاصة باللاجئين  الفلسطينيين يعتبر كبير جدا بالمقارنة مع بطاقة المواطنين اللبنانيين، الامر الذي يعرض البطاقة الخاصة باللاجئين الفلسطينيين للتلف، لصعوبة وضعها في محفظة الجيب. وهو ما يدفع اللاجئين لتجديدها كل فترة، حيث ان السلطات الامنية اللبنانية تطلب من اي شخص بطاقة سليمة يمكن قراءتها، أو يتعرض صاحبها للاعتقال. ان البطاقة الزرقاء الكبيرة أصبحت مثار جدل في بعض الاحيان.

5. يضطر معظم اللاجئين الفلسطينيين للعمل مع السماسرة لانجاز المعاملات بسرعة ويسر. وهذه ظاهرة واضحة في الوسط الفلسطيني. والمعاناة هنا ان السماسرة يتقاضون مبلغا لا بأس به لضمان السرعة، ولإنجاز بطاقة هوية أو اخراج قيد، يدفع اللاجئ مبلغ 20000 ل.ل كحد أدنى. وليست المشكلة في عمل السماسرة فحسب، فالمضطر لانجاز معاملة للسفر أوالزواج أو غيره  لا ينظر الى المبلغ الذي يدفع، وانما المشكلة الاكبرهي  ان يكون السمسار هو الاصل في انجاز المعاملة.

6. بموجب القرارات الصادرة عن المديرية، لا يستلم المعاملة الا صاحب العلاقة. وهذه القرارات تكون احيانا قاسية بحق الكبار في السن، أو المرضى، أو ذوي الاحتياجات
 
7. الخاصة أو الذين اضطروا لعدم القدوم شخصيا لأسباب قاهرة. وتزداد هذه المعاناة اذا قدم صاحب العلاقة من مكان بعيد ولم تنجز معاملته، وكثيرا ما يحصل هذا الامر.

8. ادفع اكثر تحصل على معاملتك بسرعة قياسية. يضطر بعض المراجعين لدفع مبالغ كبيرة سواء للسماسرة أو بعض الموظفين  للحصول على معاملاتهم بسرعة. ومع أن اي معاملة تستغرق اسبوعا على أقل تقدير، الا ان معاملات قد تنجز خلال ساعات بقدرة قادر. ويعجز العديد من اللاجئين عن دفع مثل هذه المبالغ في حين يدفعها اخرون لتسهيل عملهم. أو الذين اضطروا لعدم القدوم شخصيا لأسباب قاهرة. وتزداد هذه المعاناة اذا قدم صاحب العلاقة من مكان بعيد ولم تنجز معاملته، وكثيرا ما يحصل هذا الامر.
 
 إزاء هذه المعاناة، نتقدم اليكم يا دولة الرئيس بالتوصيات التالية، علّها تلقى قبولا من دولتكم:

1. ضرورة انجاز المعاملات في المحافظات والاقضية، أسوة بالمواطنين اللبنانيين. إن انجاز معاملات جواز السفر الفلسطيني في المحافظات والاقضية يعتبر مثالا جيدا.

2. ان دقة المواعيد في إنجاز المعاملات أمر بالغ الاهمية ويخفف من معاناة المراجعين، خصوصا الكبار في السن وذوي الاحتياجات الخاصة وغيرهم. وقد يساعد ذلك كثيرا اذا ما تم مكننة عمل مديرية الشؤون السياسية واللاجئين.

3. ان تخصيص مكان واسع لمديرية الشؤون السياسية واللاجئين ووضع مزيد من  مقاعد الجلوس، أو تخصيص موظفين إضافيين لسرعة إنجاز المعاملات، يساهم في تخفيف المعاناة.

4. ضرورة تغيير حجم بطاقة اللاجئين الفلسطينيين لتصبح أصغر حجما، أسوة بالمواطنين اللبنانيين.

5. ان البحث عن سبل أخرى لاستلام المعاملات أمر ضروري،  خصوصا اذا تعلق الامر بكبار السن، أو المرضى، أو ذوي الاحتياجات الخاصة. فالقرار وجد ليخدم المواطن لا ليضيف عليه أعباء اخرى.

دولة الرئيس فؤاد السنيورة، اننا واذ نرفع اليكم هذه المذكرة للتخفيف عن اللاجئين الفسطينيين في مديرية الشؤون السياسية واللاجئين، فإننا على ثقة تامة بمدى تفهمكم لهذه المطالب.

وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير.

المؤسسة الفلسطينية لحقوق الانسان (شاهد)
بيروت في 6\8\2007