بيانات صحفية

(شاهد تطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بزيارة أبناء شعبه في المخيمات والاستماع عن قرب لوجعهم

                     

غداة زيارة  رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن اليوم الخميس بتاريخ 23/2/2017 إلى الجمهورية اللبنانية، فإن عموم اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، يشعرون بالإحباط  خصوصاً أن زيارات الرئيس كانت قد تكررت عدة مرات في السنوات الماضية، وتفاءل يومها اللاجئون الفلسطينيون كثيراً بأنه لا بد وأن تكون لهذه الزيارات مردود إيجابي في حده الأدنى على واقعهم، لكن للأسف الشديد لم تُغير تلك الزيارات  شيئاً لهم، لا من حيث مطالبة الدولة اللبنانية بمنحهم حقوقهم المدنية والاجتماعية والاقتصادية، أو التخفيف من الإجراءات الأمنية المشددة على مداخل المخيمات والتي تعيق عملية التنقل منها وإليها بسهولة، ولا من حيث تخفيف الإجراءات المشددة على إدخال مواد البناء إلى هذه المخيمات. 

فالمخيمات ما زالت تعاني، والبطالة منتشرة وسط الشباب وخريجي المعاهد والجامعات، وتزداد معاناة اللاجئين يوماً بعد يوم في الحصول على الطبابة والاستشفاء كباقي البشر بعد أن قلّصت الأونروا من خدماتها لهم، فضلاً عن معاناة الطلاب من الاكتظاظ في مدارس الأونروا وتدني مستويات التعليم إلى حدودها الدنيا وازدياد معاناة الطلابالجامعيين في تأمين الأقساط الجامعية بعد قرار صندوق الرئيس أبو مازن نفسه بتخفيض خدماته واختيار شرائح محددة منهم.

تأتي زيارة الرئيس الفلسطيني أبو مازن إلى لبنان، وما زال نصف سكان مخيم نهر البارد مشرّدين هنا وهناك يعيشون  ظروف البؤس والشقاء، قسم منهم  في براكسات جاهزة لا تصلح للعيش الآدمي، والبعض الآخر في كاراجات تحت المباني، وآخرين يضطرون للاستئجار بعد أن أوقفت عنه الأونروا مساعدات بدل الإيواء وأوقفت العمل ببرنامج الطوارئ، وبات هؤلاء يواجهون مصاعب الحياة وشقائها، بالأمس القريب توفيت الطفلة الفلسطينية منى عثمان في أحد  مستشفىيات طرابلس بعد أن رفضت الأونروا أن تنقلها إلى مستشفى آخر تتوفر فيه تجهيزات مناسبة لحالتها الصحية، وقبلها توفيت الطفلة إسراء إسماعيل وجدتها وهي تنزف في أحد مستشفيات طرابلس بعد أن دهستهما سيارة  دون أن تقدم لها خدمات طبية بسبب رفض الأونروا تغطية تكاليف علاجها. وهذه نماذج فقط.

والآن مخيم عين الحلوة تبنى حوله الأسوار المرتفعة والأبراج العسكرية، ويسود سكانه القلق والخوف من أطفال ونساء وشيوخ، فضلاً عن أن ازدياد معاناة حوالي 33 ألف نازح فلسطيني من مخيمات سوريا بسبب تخفيض خدمات الأونروا لهم من حيث بدل الإيواء والإغاثة وفرض رسوم تجديد إقامات دورية لهم، واعتقال من لا يتمكن من تجديد إقامته والتهديد بترحيله بين الحين والآخر.

في ظل هذه المعاناة الكبيرة التي تواجه عموم اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، فإن اللاجئين وإن رحبوا بالزيارة لكنهم يطالبون الرئيس عباس بالخروج عن البروتوكولات المألوفة في الزيارات، ومطالبة الدولة اللبنانية رئاسة وحكومة وبرلماناً بشكل واضح وصريح بضرورة منح اللاجئين حقوقهم المدنية وتسهيل حركة تنقلهم، كما وأن اللاجئين يطالبون الرئيس بالتوجه إلى مخيماتهم الفلسطينية في لبنان والاستماع عن قرب إلى معاناتهم ومطالبهم. 


كما  أن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يأملون من هذه الزيارة أن تعمل على تعزيز مرجعية سياسية فلسطينية موحدة تعمل وفق آلية ديمقراطية يشارك اللاجئون في وجودها عبر صناديق انتخاب، مهمتها متابعة شؤون اللاجئين الفلسطينيين مع الدولة اللبنانية بكل هيئاتها وفي إطار موقف فلسطيني جامع يعمل على الحفاظ على أمن واستقرار المخيمات وتجنيبها المخاطر المحدقة بها من هنا وهناك والسعي الدائم لحل جميع المشاكل العالقة مع الجهات المعنية.

 إننا في المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان "شاهد" نطالب السيد الرئيس أبو مازن بالتالي:

حث الدولة اللبنانية  على إقرار الحقوق المدنية والاجتماعية والاقتصادية للاجئين الفلسطينيين في لبنان (حق العمل والتملك)، وتسهيل حياة اللاجئين الفلسطينيين من سوريا لحين انتهاء الأزمة السورية.

العمل على إيجاد مرجعية سياسية فلسطينية موحدة تضم كل القوى الفلسطينية في لبنان مهمتها متابعة كافة الأمور المتعلقة بالشؤون الانسانية والاجتماعية والسياسية للاجئين الفلسطينيين، والعمل علىحلها مع الدولة اللبنانية.

زيارة المخيمات الفلسطينية والتعرف ميدانياً على مشاكلها والعمل مع الدولة اللبنانية على إيجاد حلول لها.

الضغط على مؤسسة الأونروا من أجل التراجع عن تقليصها لخدماتها والعمل على تحسينها وتطوير خدماتها بطريقة فعالة بما يحفظ كرامة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

العمل على تطوير مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية خصوصاً الهلال الأحمر الفلسطيني وزيادة الدعم لمؤسساته الاستشفائية. وزيادة الدعم لصندوق الرئيس بخصوص الطلبة الجامعيين.

المطالبة بتسهيل الإجراءات من قبل الدولة اللبنانية للإسراع بإعادة إعمار مخيم نهر البارد والتخفيف من معاناة أهلنا هناك.

العمل على إيجاد حل جذري لقضية فاقدي الأوراق الثبوتية والذين يزيد عددهم عن أربعة آلاف إنسان فلسطيني. 

أن تصب هذه الزيارة في التمسك بحق  العودة  إلى المدن والقرى التي تهجر منها اللاجئون بالقوة عام 1948.

بيروت في 23-2-2017
المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان "شاهد"