الفوضى الأمنية تجتاح مخيم عين الحلوة

 
الفوضى الأمنية تجتاح مخيم عين الحلوة شهر حافل بالانتهاكات: 4 قتلى، وانعكاسات اقتصادية واجتماعية سلبية*
 
تزايدت الفوضى الأمنية مؤخرا في مخيم عين الحلوة بشكل يهدد حياة ومستقبل الفلسطينيين، وباتت عبئا يرهق كاهل سكان المخيم الذي يعانون أصلا من ظروف اقتصادية وسياسية صعبة، وباتت الأسئلة تطرح حول مستقبل المخيم، ووجوده، على غرار ما حصل في مخيم نهرالبارد في الشمال في 20/5/2007. ورغم تكرار الحوادث الأمنية لم يتم الكشف عن نتائج أي عملية قتل أو تفجير مما يثير الريبة والشك حول الدوافع الحقيقية ازاء كل ما يجري، ويجعل سكان المخيم عرضة لمأساة جديدة تفوق بحدتها مأساة اللجوء ذاتها عام 1948.
حالة مخيم عين الحلوة هذه الأيام:
مربعات أمنية: ينقسم مخيم عين الحلوة اليوم إلى مربعات أمنية يصعب الدخول إليها بسهولة، وكل مربع يعود لتنظيم، أو مجموعة أو فصيل، أو حتى لعائلة.
  • انتشار المسلحين في الشوارع الرئيسة بشكل سريع عند أي حدث أمني.
  • انتشار المسلحين في أزقة المخيم الضيقة خصوصا في الليل.
  • كثرة الدراجات النارية وعلى متنها مسلحون.
  • اطلاق النار لسبب أو لغير سبب.
  • حالة توتر واستنفار شبه دائمة بين تنظيم فتح وجند الشام.
  • تراجع دور لجنة المتابعة العليا لصالح معالجة الأزمات المتصاعدة.
  • يبدي المسؤولون الفلسطينون شعورا بالقلق والتخوف على مستقبل المخيم.
  • ينحي المسؤولون بالمسؤولية على جهات خارجية تحاول تخريب المخيم، والزج به في أتون مجهول.
  • غياب المرجعية القوية القادرة على منع التدهور الأمني ومعرفة الجهات التي تقف خلفها. وبدء نمو عادة الأخذ بالثأر.
الانعاكاسات الاجتماعية والاقتصادية والتربوية
 
ينعكس الوضع الأمني المتدهور في مخيم عين الحلوة سلبا على مختلف جوانب الحياة:
  1. تهديد مصير المخيم واللاجئين .
  2. ينعكس سلبا على حياة السكان إذ سقط خلال شهر أيلول أربعة قتلى، وجرح حوالي 15 شخص بجروح متفاوتة.
  3. تأثر الوضع الاقتصادي بشكل مباشر، إذ تقدر الخسارة الاقتصادية بحوالي مليون دولار خلال شهر واحد، خاصة أن سوق المخيم وهو العصب الرئيسي لاقتصاد المخيم تأثر بشكل كبير بالأحداث المتلاحقة.
  4. حالة من التوتر والهلع تسود سكان المخيم الذين يفرون من المخيم الى مدينة صيدا عندما تحصل اشتباكات عمياء، بحثا عن الأمان.
  5. توقفت مدارس الأنروا بمختلف مراحلها خلال النصف الثاني من شهر ايلول بسبب الأحداث الأمنية، هناك قلق كبير من أن تمضي المسيرة التعليمية في المخيم بشكل اعتيادي وطبيعي.
  6. كثير من العائلات في مخيم الحلوة تفكر جديا بالسكن خارج المخيم، وهناك عائلات لديها القدرة المادية انتقلت فعلا الى العيش خارج المخيم.
الحوادث الأمنية خلال شهر أيلول- تشرين اول 2008
  • بتاريخ 15/9/2008 قتل أحد عناصر جند الشام ويدعى عصام البقاعي على يد مقنع وعلى أثر هذا الاغتيال دارت اشتباكات عنيفة بين حركة فتح وجند الشام قتل فيها أحمد الحسن وهو أحد عناصر جند الشام.
  • بتاريخ 15/9/2008 قتل المدعو أبو ماهر السعدي وهو قيادي في حركة فتح على أيدى ثلاث مقنعين داخل أحدى المقاهي في مخيم عين الحلوة قرابة الساعة الحادية عشر ليلا .
  • بتاريخ 23/9/2008 انفجار عبوة ناسفة قرب مسجد النور اسفرت عن مقتل احد المصلين يدعى أحمد مصطفى إسماعيل عمرة 17 سنة وعن إصابة 5 اشخاص وصفت بالخفيفة وهم : قاسم ووليد محمود الاشقر ومحمد احمد الاشقر ومحمد فواز واحدث الانفجار فتحة كبيرة في إحدى جدران المسجد.
  • بتاريخ 9 تشرين الأول انفجرت قنبلة أنفجرت قنبلة أمام منزل فادي الجنداوي احد عناصر جند الشام ولم تسفر عن وقوع اصابات تلاها انفجارقنبلة صباح الجمعة في 10 تشرين الاول لم تسفر عن اصابات ، كما اصيب شاب فلسطيني بإنفجار الساعة الثالثة بعد العصر في نفس اليوم.
    هواجس وقلق من تكرار سناريو مخيم نهر البارد
     
    أثارت تصريحات مسؤولين لبنانيين وفلسطينين ووسائل إعلام مختلفة مسألة التخوف من إعادة تكرار سيناريو مخيم نهر البارد في مخيم عين الحلوة، وأن هذه الأحداث تصب في هذا السياق خصوصا مع غياب أي ضوابط سياسية وأمنية تحول دون استمرارها.
    ومع أن هناك اجماع فلسطيني لدى مختلف القوى السياسية الوطنية والإسلامية على رفض تكرار هذا السيناريو، كذلك هناك اجماع لبناني خصوصا الفعاليات الصيداوية على عدم تكرار تجربة مخيم نهر البارد وأن العوامل تختلف في الشكل والمضمون بين مخيم عين الحلوة ونهر البارد، إلا أن القلق يبقى سيد الموقف.
    ويشعر سكان المخيم بتخوف كبير خاصة أن الأمور تتفاقم من دون أن يكون هناك أفق واضح المعالم بقرب انتهاء الأزمة. ورغم كل ذلك فإن مؤسسة شاهد تؤكد ان هناك عوامل أساسية تحول دون تكرار التجربة:
    يعيش في المخيم عدد كبير من المطلوبين للقضاء اللبناني، او الاجهزة الأمنية، ويمكن معالجة هذه الأزمة من خلال عفو خاص يصدره الرئيس اللبناني ميشال سليمان خصوصا عن مرتكبي الجنح وهم القسم الأكبر من المطلوبين.
    تلعب الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسكانية دورا كبيرا في تأجيج الصراعات، فالفقر ينتشر بشكل كبير في المخيم، ويعتبر بيئة خصبة للعنف والتطرف، كما أن اكتظاظ المخيم بالسكان والبنيان يجعل من حياة الناس لا تطاق.
    غياب المرجعية السياسية الفلسطينية يجعل من الساحة الفلسطينية أرضية خصبة للنزاعات والصدامات، واستمرار الخلاف السياسي والعقائدي يفاقم الأزمة. 

     
    * التقرير حصيلة زيارات متكررة قامت بها مؤسسة شاهد الى مخيم عين الحلوة، التقت خلالها بالمسؤولين الفلسطينيين هناك من أجل معرفة حقيقة ما يجري وذلك خلال الفترة الممتدة من 25/9/2008 إلى 5/10/2008. التقت بكل من السادة عبد مقدح، وخالد الشايب، ومنير المقدح، وأبو أحمد فضل.