ندوة في مخيم البص الذكرى الثالثة والستين للنكبة

بمناسبة الذكرى الرابعة والستون لذكرى النكبة

هل باع الفلسطنييون أرضهم فعلاً ، كي لا يعودوا إليها؟

حقائق وأرقام

تحية إلى شعبنا الصابر المصابر منذ عقود طويلة، تحية إلى أرضنا الطيبة المباركة التي داسها فدنس طهرها وأفسد عيشها، وهجّر أهلها وأحبابها. تحية إلى نسائنا الصابرات، وأطفالنا الأمل، تحية إلى رجالنا الأبطال، الأحياء منهم والشهداء. تحية إلى أسرانا وأسيراتنا الذين يقبعون في سجون الاحتلال بانتظار لحظة الحرية والفرج.

إن موعد الفجر بات قريباً، وساعة العودة باتت أقرب، فاستعدي يا أرضنا الطاهرة لاستقبال أهلك، استعدي يا قدس الأقداس كي نصلي في محرابك، استعدي يا مروج الجليل، ويا سهل بيسان، استعد يا سهل الحولة، واستعدي يا بحيرة طبريا، استعدي يا هضاب الضفة، استعد يا نهر الأردن،، استعدي يا صحراء النقب، استعدي يا قرى المثلث والجليل،، استعدي أرض غزة الشهداء.. فنحن بتنا قريبين جداً منك.

نحن نحب أرضنا حبنا لأطفالنا وآبائنا وأمهاتنا.. إن حب الأوطان من الإيمان. لم نبع أرضك للاحتلال، ولم نفرط بذرة تراب غُمست بدمائنا، وعرقنا.

هل باع الفلسطينيون أرضهم لليهود، وهل يستحقون العودة إليها؟ سؤال يتكرر دائماً والجواب بالتأكيد لا.

 
  لماذا يطرح هذا السؤال؟

-  إنها الدعاية الصهيونية القائمة على تزوير الحقائق.

-  يقولون أنهم اشتروها بالحلال من الفلسطينيين وبملء إرادتهم، فلماذا يطالب الفلسطينيون بها؟

 - يقولون إنها أرض بلا شعب لشعب بلا أرض.
 
v     خلال السلطنة العثمانية:

في العقد الأخير من القرن التاسع عشر أرسل ماركس نوردو أحد كبار قادة الحركة الصهيونية والمقرب من  ثيودور هرتزل، أرسل حاخامين الى فلسطين للبحث  بإمكانية هجرة اليهود. أعد هذان الحاخامان تقريراً الى المؤتمر الصهيوني جاء فيه "إن فلسطين عروس جميلة وهي مستوفية لجميع الشروط ولكنها متزوجة أصلاً".

المقاومة الفلسطينية الشعبية للاستيطان بدأت مبكراً جداً، حصلت صدامات بين فلاحين ومستوطنين يهود سنة 1886.

·         أرسل وجهاء القدس عريضة احتجاج إلى الصدر الأعظم العثماني ضد رشا باشا متصرف القدس لإنه كان متهاوناً بعض الشيء في محاباة المستوطنين في القدس.

·         قام علماء فلسطين وممثلوها لدى السلطنة العثمانية بالتنبيه لخطر الاستيطان، من خلال زيارات متكررة.

·         ترأس مفتي القدس لجنة محلية ذات صلاحيات حكومية للتدقيق في طلبات نقل الملكية، وقد فوضت صلاحيات واسعة، ورفضت مئات الطلبات للتملك بسبب شبهة يهود فيها.

·         إن فساد الجهاز الاداري العثماني في الفترة الأخيرة من السلطنة كانت له نتائج سلبية حيث استطاع اليهود من خلا الرشاوي شراء  بعض الأراضي.

مع نهاية  حكم الدولة العثمانية لفلسطين عام 1918 حصل اليهود على 420 ألف دونم من أرض فلسطين اشتروها من ملاك عرب وهم إقطاعيين من  آل سرسق، وقباني، وتويني ومدور، أو من الادارة العثمانية عن طريق المزاد العلني الذي تباع فيه أراضي الفلسطينيين العاجزين عن دفع الضرائب أو بعض العائلات المسيحية الفلسطينية الملاكة أمثال: روك، كسار خوري حنا. المجموع الكلي للأرض التي بيعت هو (420 الف دونم) وهي مساحة لا تتعدى 1.5% من مساحة فلسطين. 
 
v     الانتداب البريطاني (الاستخراب):

- لقد كان هدف الانتداب البريطاني بشكل رئيسي هو المساهمة الفعاّلة بإنشاء وطن لليهود، كان العرب يعرفون ذلك ويشعرون به بشكل واضح.

- احتج العرب بكل الوسائل الممكنة ضد سياسة حكومة الانتداب البريطاني من خلال المظاهرات والاحتجاجات، والمجابهات،..)

- حصل اليهود خلال الانتداب البريطاني على حوالي مليون و380 الف دونم أي حوالي 5.1% من أرض فلسطين:

o        لم يتم شراء هذه الأراضي من أبناء فلسطين العرب.

o        منحت حكومة بريطانيا الانتدابية لليهود أراضٍ أميرية كانت ملك السلطنة العثمانية (وهي تُعرف بأرض المشاع، أو الأملاك العامة)

o        اشترى اليهود أراضٍ من ملاك إقطاعيين كبار غير فلسطينيين كانوا يعيشون في الخارج منعوا من دخول فلسطين لاستثمار أرضهم، والاستفادة منها.

o        بالنسبة للأراضي الأميرية الممنوحة من حكومة الانتداب البريطاني فهي على الشكل التالي:

- 300,000 دونم  منحت لليهود دون مقابل.

- 200,000 دونم مقبل أجر رمزي.

- 175,000 دونم بيعت بأجر رمزي  من أخصب أراضي الدولة (حيفا، قيسارية) وكذلك على البحر الأحمر وفي النقب.

o         بالنسبة للملاك الإقطاعيين فهي أيضا على الشكل التالي: 
- في عام 1869 اضطرت الدولة العثمانية لبيع اراضِ أميرية لدعم خزينتها فاشتترها عائلات لبنانية غنية. 
- باعت العائلات الغنية ما مجموعه 625 الف دونم.

- عائلة سرسق 200,000 دونم مرج ابن عامر ( وفيه 22 قرية تعيش فيها 2746 أسرة)

- 120,000 دونم حول بحيرة الحولة... (آل سلام، آل قباني، آل يوسف، آل صباغ، تويني، جزائرلي، المارديني ....) رفضت السلطات البريطانية دخولهم إلى فلسطين للاستفادة من أرضهم. وقد باعوها خوفاً من ضياعها منهم. وهؤلاء ليسوا فلسطينيين كي يرفضوا الإغراءات المالية.

- اما العرب الفلسطينيون فقد باعوا 260,000 دونم لعدة أسباب جوهرية وهي:
-   الظروف  الاقتصادية القاسية التي أوجدها المنتدب البريطاني لصالح اليهود.
- شروط حكومة الانتداب البريطاني القاسية ضد العرب الفلسطينيين   في بيع الأغلال، أو شراء البذور والأسمدة، أو تسجيل الأرضي.
- نزعت حكومة الانتداب البريطاني ملكية العديد من أراضي العرب لصالح اليهود بالقوة وفق مواد صك الانتداب البريطاني.
- تعرض العديد من أصحاب الأراضي لاعتداءات مباشرة ومنهم من  تعرض للاغتيال. 
وبهذا يكون اليهود قد حصلوا من أبناء فلسطين حتى سنة 1948 ولأسباب عديدة سابقة على نسبة من الأرض لاتتجاوز 1%.
 
v     محاولات العرب للدفاع عن أرضهم: خلال الثلاثينات كانت ثمة  جهود حقيقية وصادقة لمحاربة بيع الاراضي.
- 25/1/1935 صدرت فتوى بالاجماع بتحريم بيع أي شبر لليهود
- إن البائع والسمسار والوسيط  يعتبرمارقاً عن الدين، لا يصلى عليه، ولا يدفن في مدافن المسلمين.
- قام علماء الدين بجولات واسعة لتوعية الناس وأخذوا منهم العهود والمواثيق.
- تمكن العلماء من إنقاذ اراضِ كثيرة كانت مهددة بالبيع.
- اشترى المجلس الاسلامي الأعلى قرى بأكملها خوفاً من شرائها من قبل اليهود
 
v     حرب 1948:
- أرض فلسطين  ضاعت بسبب هزيمة الجيوش العربية حيث استولى اليهود على 77% من فلسطين. (ثم استكملوا ما تبقى منها في حرب عام 1967)
- لقد طُرد أبناء فلسطين بقوة السلاح والنار واستكمل اليهود استيلائهم على باقي أرض فلسطين.
- لقد ظلت نظرة أبناء فلسطين الى من يبيع أرضه أو يتوسط بالبيع نظرة احتقار وازدراء وظل حكم الإعدام يلاحق كل ما تسول له نفسه بالبيع.

 
إذن لم يبع الفلسطينيون أرضهم هذا ما أكدته الحقائق والأرقام. هم أهل هذه الأرض. وما بني على باطل فهو باطل. وهم سوف يعودون إليها. إنهم أصحاب الأرض الحقيقيين. سوف يعود اللاجئون إلى مدنهم وقراهم وحقولهم وأنهارهم.

إن العودة أمر حتمي، وهي باتت قريبة. فلنكن نحن ممن يتشرف بأن يكون أول العائدين. فنعيش فيها سعداء أو نموت دونها شهداء. إن العلم والعمل صنوان لا يفترقان، وإن الرجال هم أصحاب الأرض بالفعل لا بالقول.

عاشت أرضنا حرة أبية كريمة بأهلها وناسها.

 

13/5/2011