بيانات صحفية

بيان صحفي بخصوص مؤتمر انابوليس

بيان صحفي بخصوص مؤتمر انابوليس
 
 
بدعوة من الرئيس الاميركي جورج بوش، ينعقد في مدينة أنابوليس الى الشرق من العاصمة الاميركية واشنطن، يوم غد 27\11\2007 مؤتمرا يضم العديد من الشخصيات الدولية من بينها أمين عام الامم المتحدة بان كي مون، ومنسق الرباعية الدولية طوني بلير، والرئيس الاميركي جورج بوش، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ورئيس وزراء دولة الاحتلال الاسرائيلي ايهود اولمرت، بالاضافة الى شخصيات من خمسين دولة من بينها وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل وهي المرة الاولى التي يجلس فيها مسؤول سعودي أمام مسؤول اسرئيلي.

ويهدف المؤتمر كما يقول المنظمون لاطلاق المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، من أجل انهاء "النزاع" بين الجانبين. ومؤتمر انابوليس ليس المؤتمر الاول لهذا الغرض، بل كانت هناك مؤتمرات دولية وثنائية عديدة من بينها مؤتمر مدريد، ومؤتمر واي ريفر، ومحادثات كامب ديفد، وواي بلانتيشن.. وكانت النتيجة لجميع هذه المؤتمرات سلبية بالنسبة للحقوق الفلسطينية، حيث تضاعفت معاناة الفلسطينيين ، ولم يعد أي لاجئ فلسطيني الى بيته، وبعد كل مؤتمر تتزايد عمليات الاستيطان وتهويد القدس، وتتزايد ايضا عمليات الاعتقال بحق الفلسطينيين. وينظر الفلسطينيون بشكل عام واللاجئون منهم بشكل خاص بخطورة بالغة الى حق العودة، ويأتي هذا المؤتمر في ظل حصار اقتصادي خانق على سكان قطاع غزة، وصمت دولي وعربي مريب.
 
ان المؤسسة الفلسطينية لحقوق الانسان (شاهد) إزاء الشكوك المتزايدة حول الغرض الاساسي من عقد مؤتمر أنابوليس فإنها تؤكد على جملة من النقاط:
 
اولا:

ان حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى مدنهم وقراهم حق أصيل وطبيعي، ولا يسقط بالتقادم الزمني، وان الحقوق الطبيعية لا تخضع للمفاوضات. كما أن القانون الدولي لحقوق الانسان أكد حق العودة، كذلك القانون الدولي الانساني خصوصا اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، حيث تعتبر أحكامها آمرة غير قابلة للنقاش أو التفاوض. وبالتالي فإن وضع موضوع اللاجئين الفلسطينيين على طاولة التفاوض أمر غير قانوني، وان ما ينتج عن التفاوض بخصوص قضية حق العودة باطل قانونيا. وان اكثر من ثلثي الشعب الفلسطيني وهم لاجئون ينظرون بقلق بالغ الى مؤتمر أنابوليس.
 
ثانيا:

ان الحصار الاقتصادي الخانق على الفلسطينيين خصوصا في قطاع غزة، يعتبر جريمة حرب بالمعنى القانوني للكلمة. وان الأولى امام المجتمعين ان يعملوا على رفع الحصار فورا. كما أن عقد هذا المؤتمر والحصار لا يزال مشددا على المدنيين في قطاع غزة يعطي للاحتلال الاسرائيلي صك براءة من جريمته. وفي هذا الخصوص ندعو جمهورية مصر العربية الى فتح معبر رفح، والتخفيف عن المدنيين في قطاع غزة.
 
ثالثا:
 
ينعقد مؤتمر أنابلويس وأكثر من 11000 معتقل وأسير يرزح في سجون الاحتلال في ظروف منافية لأبسط قواعد حقوق الانسان. وفي الوقت الذي يتم الترويج فيه لعملية السلام، واطلاق المفاوضات، فإن جيش الاحتلال يقوم بإعتقال المزيد من الفلسطينيين. حتى بلغ عدد المعقتلين في شهر واحد حوالي 300 معتقل. ان الضغط على دولة الاحتلال الاسرائيلي من أجل الافراج عن المعتقلين مطلب انساني ضروري، وان الادعاء بوجود عملية تفاوض في ظل وجود العدد الكبير من المعتقلين في سجون الاحتلال يغطي على جريمة الاحتلال مجددا.
 
رابعا:


لا تزال سلطات الاحتلال تنتهك حقوق الانسان في الاراضي الفلسطينية المحتلة بشكل منهجي ومنظم، فالاعمال الاستيطانية تسير بوتيرة متصاعدة، وتهويد مدينة القدس يجري على قدم وساق، وعمليات القتل المتعمد، وتقييد حرية الحركة والمرور للمواطنين الفلسطينيين، والاعتقالات، واستغلال مياه الابار الجوفية في الضفة، وعمليات جدار الفصل العنصري..، كل هذه الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان تتم من دون ان تجد سلطات الاحتلال اي رادع او وازع، مما يشجعها على مزيد من الانتهاكات. وان عقد مثل هذا المؤتمر يعطي انبطاعا بأن ما يجري في الاراضي الفلسطينية المحتلة انما يجري في كوكب آخر، وان دولة الاحتلال تحترم قواعد اتفاقيات جنيف لعام 1949.
 
 
 بيروت في 26\11\2007