(شاهد) ماذا ينتظر اللاجئون الفلسطينيون في لبنان في ملف عقود الأونروا للإستشفاء
مع المستشفيات في العام 2023
من المهمات الرئيسية للأونروا في لبنان تقديم العديد من الخدمات
للاجئين الفلسطينيين ولا سيما خدمات التعليم والصحة والإغاثة وتحسين الواقع البيئي
والبنية التحتية للمخيمات . وتبلغ الموازنة التي تخصصها الأونروا للصحة سنويا في
لبنان 12 مليون دولار أمريكي
وتقسم الأونروا الخدمات الصحية التي تقدمها للاجئين الفلسطينيين
في لبنان إلى ثلاث مستويات رئيسية هي :
الرعاية الصحية الأولية وتقدمها الأونروا في عياداتها المتواجدة في معظم المخيمات والتجمعات
الفلسطينية في لبنان .
الرعاية
الصحية من المستوى الثاني secondary services والمستوى الثالث Tertiary services من
خلال التعاقد مع المستشفيات الحكومية و الخاصة في لبنان.
ومع ابرام العقود الجديدة لعام 2023 ستبلغ نسبة تغطية الأونروا للخدمات الطبية من المستوى
الثاني 90% في المستشفيات الخاصة والحكومية ونسبة 100% في مستشفيات الهلال الأحمر
الفلسطيني. في حين ستبلغ نسبة التغطية لخدمات المستوى الثالث 60% للإستشفاء
والطبابة و50% لعلاج مرضى السرطان وتأمين أدويتهم .
وقد باشر قسم الصحة في الأونروا مطلع العام الحالي 2023 بإنجاز
الجزء الاكبر من العقود مع المستشفيات في لبنان وبشروط جديدة يتوقع أنها ستنهك كاهل المريض الفلسطيني في
لبنان .
فالعقود الجديدة التي توقعها الاونروا تنص على أن تسدد الأونروا تغطيتها من
الفواتير نقداً بالدولار الأمريكي Fresh dollar وهذا
سيلزم المريض ايضا بسداد ما يترتب عليه نقداً بالدولار الاميريكي أو بالعملة
الوطنية وفقاً لسعر الصرف في السوق السوداء. في ظل الظروف الإقتصادية والإجتماعية
الصعبة وارتفاع نسب الفقر والبطالة ألى مستويات قياسية غير مسبوقة وسط اللاجئين
الفلسطينيين في لبنان. فيما كانت عقود الاونروا في العام 2022 تنص بأن تسدد الأونروا 30% دولار نقدي من نسبة تغطيتها للفاتورة وما تبقى
من الفاتورة تسدده بالسعر الرسمي 1500 ليرة لبنانية،ويسدد المريض النسبة المتبقية
عليه بسعر الدولار الرسمي 1500 ليرة لبنانية .
فالمعضلة الكبيرة التي ستواجه اللاجئين الفلسطينيين في لبنان هي
تغطية نسبة الإستشفاء المتبقية عليهم والتي قد تفوق عشرات بل بمئات الملايين من
الليرات اللبنانية ما كانت عليه سابقاً، في ظل عدم وجود أي سقف مالي لسعر صرف
الدولار في لبنان. والتي سيتضرر منها
بالحجم الأكبر مرضى المستوى الثالث أي مرضى السرطان وأدويته والقلب والدماغ والعمليات الجراحية المعقدة وغيرها .
والسؤال المنطقي هل أن
وزارة الصحة اللبنانية والضمان الإجتماعي اللبناني وتعاونيات الموظفين تسدد فواتير
مستفيديها للمستشفيات الخاصة في لبنان
نقداً بالدولار الأمريكي ؟ هل راعت الاونروا خلال ابرام هذه العقود الواقع
الاقتصادي والمعيشي للاجئين الفلسطينيين الذي لا يتجاوز دخل البعض منهم ال5
دولارات يومياً؟ لماذا لا تعمد الوكالة على حصر الدفع بالدولار الأميريكي بالوكالة
وتضمّن العقود الجديدة شرط استيفاء سائر المبلغ من المستفيدين بالليرة اللبنانية؟
أو تفاوض المستشفيات على تعريفات أقل للفلسطينيين مقارنةً بغيرهم نظراً لما تقدمه
الوكالة من امتياز اضافي عن غيرها بالدفع نقداً بالدولار الأميريكي؟
في هذا الواقع يطرح تساؤل منطقي لقسم الصحة في وكالة الأونروا،
ما هي الحكمة من هذا التعاقد الجديد ولمصلحة من ؟
في 30/1/2023
المؤسسة
الفلسطينية لحقوق الإنسان (شاهد)